الأربعاء، 25 يونيو 2014

أسلوب الترجمة وطرقها

إذا تكلمنا عن أساليب الترجمة فقد كثرت وتنوعت، فمن الناس من قال أنها تنقسم إلى كذا وكذا، وأما Newmark (1987) (في Hartono: 2003م) فقد فصل ثمانية أساليب. ولقد اطلع الباحث على الكتب الواضعة علوم الترجمة فوجد أنه إلى تلك الأساليب يجتمع أكثر علماء الترجمة. وقبل أن نتكلم عن هذه الأساليب يحسن أن نعرف أن أربعة أساليب الأولى يميل إلى المنقول منه، وأربعة أخرى يميل إلى المنقول إليه. وأن خير الأساليب من تلك الأساليب الثمانية هو أسلوبي الترجمة الدلالية والترجمة الاتصالية.

‌أ.                  أسلوب الترجمة كلمة بعد كلمة
ويعرف أيضا بالترجمة بين الأسطر، وذلك لأن نص المنقول إليه سطر تحت النص المنقول منه كلمة بعد كلمة. وخصائصها أن يتركز الأسلوب على ترجمة الكلمة ويتوقف عليها فحسب ولا يبالي بالتركيب الأقرب الصالح من المنقول إليهولا السياق المتضمن إليه النص المنقول منه. وهذا الأسلوب مناسب إن كان شكل تركيب اللغتين متساويين. ولكن من مزايا هذا الأسلوب أن يستفيد به أحد لحفظ المفردات. 

2.              أسلوب الترجمة الحرفية
فهذا الأسلوب أن يترجم به النص بتركيز الأمر على نقل تركيب المنقول منه إلى أصح تركيب المنقول إليه من غير مراعاة السياق في المنقول منه، وذلك فإن الكلمة الموجودة في المنقول منه مترجمة بمعانيها الحرفية وخارجة عن السياق. فلا تصل المعاني وما يشير إليه النص الأصلي في ذهن القارئ.

3.              أسلوب الترجمة الوفية
وبهذا الأسلوب يحاول المترجم إيجاد السياق وإن كانت نتائج الترجمة مخالفة لقواعد المنقول إليه اللغوية.  فالمترجم يأتي بالمعاني السياقية في المنقول إليه مع الاحتفاظ بظواهر المنقول منه من تراكيب وظاهر الكلمة. 


4.              أسلوب الترجمة الدلالية
وأشعر منه أن بهذا الأسلوب يدقق المترجم نظره في الدلائل الدالة إليها النص المنقول منه ويتركز أمره على تحليل الكلمة المتقاربة بين اللغتين. فقد بذل المترجم إيجاد المعنى السياقي ومع ذلك يهتم المترجم بأشكال المنقول منه، كأن المترجم ممثل لصاحب النص الأصلي في المنقول منه ولا يزيد فيه ولا ينقصوإن كانت نتائج ترجمته مخالفة لقواعد المنقول إليه. فإنه لم يكن هدفه إلا للحصول على أصح المعاني الذي يشير إليه النص الأصلي في المنقول منه. لا تأثير القارئ. وهذا ما يفرق بينه وبين الترجمة الاتصالية التي سيأتي الكلام عنها.
  
5.              أسلوب الترجمة التكييفية
وهي أشد الأساليب حرا في ترجمة المنقول منه إلى المنقول إليه. وذلك فإن المترجم لا يليق أن يطلق عليه عملية الترجمة، بل الأخذ ما في المنقول منه ووضعهفي المنقولإليه بوجه جديد ومحاولة إحضار ثقافة المنقول منه في صورة ثقافة المنقولإليه ، وعادة يستخدم هذا الأسلوب في نقل مضمون الأشعار والتمثيل والقصص الأدبية وغيرها من النتائج الآدابية. فالمترجم، يأتي بالمضمون والمعاني ويغير ما فيه من فاعل ومكان وزمان مثلا.

6.              أسلوب الترجمة الحرية
وبهذا الأسلوب أعاد المترجم صياغ معاني المنقول منه في المنقول إليه، فقد يكون النص المنقول إليه أكثر وأطول من النص المنقول منه، ولا يبالي بأشكال نص المنقول منه. قد يكون أقل وأقصر حسب المعاني المتضمن المشير اليه المنقول إليه.

7.              أسلوب الترجمة الاصطلاحية
حاول المترجم إحضار مصطلحات المنقول منه في صورة المصطلاحات الموجودة في المنقول إليه ولم تعرف تلك المصطلحات في المنقول منه. فلا عجب لذلك من أن تزول دقة معاني المنقول منه.

8.              أسلوب الترجمة الاتصالية
وهذا الأسلوب وأسلوب الترجمة الدلالية يعدان أحسن الأساليب وأقرب إلى الكمال. والفراق بينهما، أن الدلالية تكتفي على حصول المعنى السياقي بقدر ما تسمح به أبنية دلالة المنقول منه وتراكيب المنقول إليه. فقد حاول المترجم بالاتصالية حصول المعنى المرجو وأقرب تعبيره إلى الصحة في قواعد المنقول إليه وتأثير القارئ وتفهيمه لما يشير إليه المنقول منه.
وكذا كما تقدم، أن الدلالية وما قبلها تميل إلى المنقول منه، فالدلالية تحدها أشكال المنقول إليه من تراكيب وثقافة وغيرها. وإن كانت تأتي بالمعاني المقصودة. وأما الاتصالية وأربعة أساليب قبلها تميل إلى المنقول إليه. وما كان هدف الاتصالية إلا تأثيرا أقرب ما يكون التأثير الذي يتركه النص.
ولكنه لمن المستحسن أن نعرف أن هناك نظرية أخرى لتقسيم أساليب الترجمة، وأما أكثر ما لقي الباحث يمكننا أن نقتصر على أسلوبي الترجمة الرئيسين،  وعليهما تطلق الترجمة. وهما الحرفية والمعنوية. وهاذان الأسلوبان يختص بهما الباحث لبحثه هذا. وأما تعريفهما، نقل الباحث عن الشيخ الفاضل صاحب مباحث في علوم القرآن (القطان: 2000م) :
1.   الترجمة الحرفية: وهي نقل ألفاظ من لغة إلى نظائرها من اللغة الأخرى بحيث يكون النظم موافقًا للنظم، والترتيب موافقًا للترتيب.
2.   الترجمة المعنوية: وهي بيان معنى الكلام بلغة أخرى من غير تقييد بترتيب كلمات الأصل أو مراعاة لنظمه.
وخرج عنه ما قدمه Ismail Lubis (Lubis:2004م). وهو يقول:
1.   الترجمة الحرفية: هي أن يترجم المترجم النص المنقول منه حسب معانيه الحرفية، كلمة فكلمة من غير أن يبالي مقتضى الأحوال والسياق. وأكثر ما يطبق فيه هذا الأسلوب نجده في ترجمة القرآن الكريم.
2.   الترجمة المعنوية : فهي تتركز على إيجاد مضمون النص ومقاصيده. ولا يتوقف على ظاهر النص من أشكال وغيرها. بل يكون الحصول على شيء يرث فهما وتأثيرا.

فاستنبط بذلك الباحث، أن كل ما يقف على إيجاد النظائر بين اللغتين في ظواهر النص، إما في الكلمات أو التراكيب وأشكال التعابير، فيمكننا أن نضعه في قسم الحرفية. وكل ما يهدف إلى إظهار دقة المعاني وشرحها وصياغها في ترجمته، فذلك على أسلوب المعنوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق