قال Ismail Lubis(Lubis : 2004) أن الترجمة لا بد من ثلاث خصال : أن يضمن معنى السياق، و أن يتصور فيها خصائص
اللغتين، وأن لا يخرج عن قواعد اللغة. ونستفيد مما قدمه أسماعيل لوبيس في النقطة
الثانية، إذا اشترط تصوير خصائص المنقول منه أيضا، فلا عجب من أن يستغربه القارئ،
وأصبحت ترجمة الدلالية، لا الاتصالية. فلا تنتج أصلح الترجمة وأحسنها.
ولأن من وظائف الترجمة
شرح المنقول منه في المنقول إليه، فينبغي للمترجم إيصال المعنى إلى القارئ
وتفهيمه. فإن حصل ذلك في نتائج الترجمة، فقد حسنت وصحت ترجمته. فحسن الترجمة متوقف
على إصابتها وتفهيمها. وكذلك لقد أخطأ المترجم في ترجمته إن كان هناك ما لا يورث
حسن الفهم وصوابه، وتشكل وتنبهم نتائج الترجمة ويتردد فيها القارئ بل يضل بها (في Syihabuddin: 2005).
ورأى Larson (1998) (في Al-Farisi:
2011) ثلاثة
معايير تحسن وتصح بها الترجمة، وينبغي للمترجم الحرص عليها:
والمراد بها مطابقة نص
الترجمة في المنقول إليه ووإصابته لما في المنقول منه من جهة المعاني والمقاصيد،
لا من جهة أشكال اللفظ وظواهره. فلا يصح ترجمة من ترجم قوله تعالى "فبشرهم
بعذاب أليم" (الانشقاق: 24) بالحرفية (Syihabuddin: 2005) ، فكانت ترجمته:
Maka gembirakanlah mereka dengan
adzab yang pedih (Al-Insyiqaq: 24).
والخطاء هنا يقع في ترجمة فبشرهم على معناها
الحرفية، نعم، أن بشر لغة بمعنى تبليغ البشارة، ولكن ترجمتها الحرفية لا تطابق
لألفاظ تليها يعني عذاب أليم، أي أخبرهم يا محمد، وأعلمهم أن لهم عند الله عذابا
مؤلما لهم، وهو الموجع (الطبري: دون سنة) فالمراد يفيد أن التبشير لا الإخبار
بوقوع البشرى بل بوقوع العذاب، فلا تصيب
الترجمة.
2.
الوضوح
لا يقف المترجم على
صواب المعنى فحسب من غير توضيح الترجمة فإنه كثير من المترجمين قد أصاب في نقل
المعاني بوسيطة الترجمة الدلالية، فكما عرفنا أن الدلالية يدقق فيها المترجم حصول
المعنى فقط ولا ينظر إلى وصول المعنى إلى القارئ لعدم وضوح نصوص الترجمة. واقترج Syihabuddin (Syihabuddin:
2005) أن عدم الوضوح بمخالفة قواعد اللغة من تراكيب واختيار
الكلمات وتهجية وأسلوب التعابير وطولها. وذلك يتبين من ترجمة قوله صلى الله عليه
وسلم "فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام"
Jika mereka melakukan hal itu maka darah dan harta
mereka akan dilindungi kecuali dengan hak Islam.
وذلك
لعدم الوضوح في ترجمة معنى "إلا بحق الإسلام" ومال إلى الحرفية،
فيترجمها "kecuali dengan hak Islam"، فذلك يوجب
التردد والتحير لعدم توضيح ما يراد به ذلك اللفظ، إذ المراد إلا إذا خالفو ومنعوا
عن حقوق الإسلامأي شرائعه (ابن علان: 2000م)،
وتكون الترجمة واضحة مما يلي:
Jika mereka memenuhi semua itu maka jiwa dan harta
mereka akan dilindungi kecuali jika mereka melanggar hukum Islam.
3. البساطة وعدم التعدي
وذلك
لتكون نصوص الترجمة كأنهنا نصها الأصلي المتصور في لغة أخرى. نعم، قد أحسن المترجم
ترجمته ولكنه تعدى في تعبيرها في المنقول إليه، فيزول مزاج المنقول منه أو ربما
يميل كثيرا إلى المنقول منه.ولكيلا يتعدى المترجم في ترجمته، أن يراعي الأمور
التالية:
أ)
أن
يختصر على تعبير الترجمة بإيجاز مورث للفهم غير إطناب وتطويل.
ب)
أن
يحسن استخدام الكلمات وتهجيتها لكيلا يستغربها القارئ
ت)
أن
يشرح أشكال المصطلاحات.
ث)
أن
لا يتعدى في استخدام أحرف الصلة والعطف والاستئناف وغيرها.
ج)
أن
يفضل اختيار كلمات المنقول منه الداخلة في المنقول إليه إن وجدت ذلك.
وتحسينا وتصحيحا لنصوص
الترجمة، ذكرHartono (2003:19) نقلا عن
Fuller (1984) أن تشتمل الترجمة عشرة أشياء يمكننا من نختصرها:
1.إصابة
المعنى
2.حسن
الأشكال والتراكيب، فمن المهم أن لا يبدل ترتيب الكلمة وتركيبها في جملة المنقول
منه إلا إذا لم يوجد ذلك في المنقول إليه أو يخالف للقواعد.
3.عدم
التعدي في نقل التضامم، إلا إذا لم يكن ذلك في المنقول إليه
4.أن
تصور مزاج المنقول منه من أحوال وهيئة وظروف وثقافة وغيرها
5.أن
يحضر أسلوب المنقول منه وهيئاته وأشكال تعابيره، وتشرح ما انبهم فيه.
6.تحليل
الكلمات من شتى نواحي اللغوية. مثل تحليل كلمة تشترك فيها معاني كثيرة.
7.أن
يحضر أقرب ما يمكن من الثقافات بين اللغتين.
8.تحليل المصطلحات.
9.أن تكون واضحة المعانى وصوابها وعدم التعدي في تعبيرها
10.
أن تميل إلى صحة استعمال المنقول إليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق